مهما بحثنا ، ومهما بلغ تحليلنا، ومهما سمى بياننا فلن نحيطكم علما بكل شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم السامية والمتعالية علينا علو السماوات على الأرضين :
فمبلغ العلم فيه أنه بشر وأنه خير خلق الله كلهم
فمحمد صلوات الله تعالى عليه أسمى من كل الإنس ، ومن كل الجن ، ومن كل الملائكة، بل ومن السماوات وكل الخلق ، وحقيقته لا يعلمها إلا حبيبه الخالق سبحانه وتعالى كما جاء في بعض الأثر عن رسول الله صلوات الله عليه :
لا يعلم قيمتي إلا ربي.
ورغم ذلك فإنه صلى الله عليه وسلم حذر من الغلو في مدحه ، ومن إخراجه من عبديته وبشريته كما غلا في ذلك من غلا في حقيقته المحمدية لحد تأليهه .. فقال صلوات الله عليه :
لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى إبن مريم . رواه البخاري
ففي معراجه لما بعد سدرة المنتهى كانت له صفاتنا الإنسانية في محيط الأرض ، لكن وهو يلج عوالم الملائكة صارت له بعض الصفات الملائكية، لكن وجبريل يقف عند حجب سدرة المنتهى ويقول له :
إذا تقدمت إخترقت وإذا تقدمت إحترقت .
صارت له صلوات الله التامات عليه صفات ما فوق ملائكية، والتي لا يعلمها سوى ربنا الخالق سبحانه .. :
كما جاء في بعض الأثر .
ورغم كل هاته المعالي لم يفقد صلوات الله عليه توازناته لا الفكرية ولا القلبية ولا الروحية ولا الجسدية ..
بل وهو يعود للصحابة رضوان الله عليهم لم يكلمهم عن كل ما رأى من عجائب وخوارق ، بل أمرنا فقط بالصلوات الخمس كهدية سماوية من الباري عز وجل ، منذرا ببعض أهوال البرزخ والآخرة ومبشرا ببعض نعيمهما صلوات الله عليه .
فكيف نحيط علما بشمائل من هاته بعض صفاته ؟ وبمن علا لما بعد عوالم الملائكة ؟ ومن غشت وجهه الأنوار الربانية العلى ؟
والذي لا نستطيع سوى تلخيص بعض صفاته الظاهرة ، أما حقيقته الباطنة فتبقى غيبا في غيب ..
ومهما أوتينا من بيان ...
فمن شمائله الظاهرة صلوات الله عليه:
1 . أنه كان جميلا حسن الصورة ذو قوة ولين .
2 . كان رؤوفا رحيما ولطيفا في كل معاملاته
3 . ذو وجه منير يتلألأ جلالا وجمالا وكمالا
4 . طيب العرق ، بل وكان عرقه طيبا للصحابة
5 . كانت الصحابة تتبرك به وببعض آثاره
6 . كان ريقه دواء
7. كان أنظف من الماء الطاهر
8 . كان يأمر بالطهارة الظاهرة والباطنة وبالسمت الحسن
9 . كان يتطيب ويتجمل على الدوام ويأمر بذلك
10. كان قوي السمع والبصر وكل الحواس ويرى من خلفه كما يرى من أمامه .
11 . كان جميل وحلو المنطق وسلسا فصيح اللسان .
12 . أوتي جوامع الكلم
13 . كان بليغا في الخطابة أديبا في الحديث
14. يكره التشدق والتقعر واللحن في الكلام
15. كان راجح العقل واسع العلم والمعرفة
16. كانت له صفات غيبية لأنه يرى كل العوالم : من عوالم الإنس والجن والأرض لعوالم الملائكة والسماوات والجنة والنار. فكان يرى الدنيا والآخرة وعوالم الغيب والشهادة على السواء .
17 . كان ذو قلب قوي وخير وزكي ، وواسع ونقي وتقي ، وصاف وطاهر ولين ، ولطيف واع يقظان ، وفياض بأنوار الإيمان والعرفان والقرآن وكل قيم المحبة والسلام
18. طهرت الملائكة قلبه الشريف منذ الصغر من كل حظوظ الشيطان .
19. لا يتعارك ولا يتخاصم رغم قوته وشجاعة.
20. يكره الغناء واللغو
21.كان رجل حق وسلام .
22 . تنام عيناه ولا ينام قلبه
23 . من أكثر الأنبياء تبعا ، وأول الدعاة للجنة وأول شافع وأول مشفع .
24 . إختصه الله تعالى بالمحبة والخلة العظمى وبالوسيلة والقرب
وبالإمامة الخاتمة الكبرى
25 . بعث لختم الرسالة بكل فلاح بعض ضلال كل أهل الأرض
26 . زين الله كتفه بخاتم النبوة
27 . أعطاه الله شهادة لم يهبها لنبي قبله والمتمثلة في قوله تعالى : وإنك لعلى خلق عظيم .
28 . بعثه الله رحمة لكل العالمين .
29 . كان بشوش الوجه منبسط السريرة كريم العشرة
30 . ذو أدب رفيع في الحديث وعند الإستماع وفي الحوار
31 . جميل الإقبال على كل من يقترب منه
32 . يرد التحية بأحسن منها على الدوام
33 . يسأل دوما عن أحوال الصحابة وعن ذوي القربى
34 . كان كريما ينزل الناس منازلهم ويلاعب الصبيان ويلاطفهم ويبتسم ويضحك ويمزح .. لكن في حدود
35 . حريصا على التعليم والتربية وكل أمور الدين
36. يحافظ على الحدود ويقابل الإحسان بالإحسان
37 .كان صادق الوعد أبي النفس ذو جلال وكرامة
38 . كان عظيم التواضع رؤوفا بكل ضعفاء المسلمين وبأهل الصفة .
39 . يأمر بالمعرف كله وينهى عن المنكر كله .
40. إختار أن يكون عبدا نبيا لا ملكا خالدا
41 . حليما لا يغضب إلا لله
42 . لا يخرجه غضبه عن الصواب والعدل والحق والمعروف
43 . يكرم دون حساب ولا بخل
44 . كان صبورا متحملا لكل الشدائد
45 . يفضل الجوع والصوم وقيام الليل على الشبع والنوم وملذات الدنيا
46 . كان عظيم الحياء من دون خجل
47 . كان من أخشى وأخشع العباد لله وهو أول المسلمين رتبة
48 . كان كثير البكاء خشية وخشوعا
49 . كان فخما مفخما ، طويلا مربوع القد عظيم الهامة ، ذو شعر يتدلى حتى شحمة أذنه أحيانا ، أزهر اللون واسع الجبين ، أزج الحواجب كث اللحية ، سهل الخدين ضليع الفم مفلج الأسنان ، صافيا كأن عنقه من فضة ، معتدل الخلق متماسكا ، سوي البطن والصدر ، عريض الصدر بعيد المنكبين ، رحب الراحة شتر الكفين والقدمين ، يمشي هونا ويخطو تكيفا ، ويلتفت كله إذا ما إلتفت ، خافض الطرف نظره للأرض أكثر من نظره للسماء ، قوي الملاحظة ، ويبادر دوما بالسلام .
50 . لا يظهر شيء من أطرافه حياء ووقارا
51 . يشاور أصحابه دون منازعة منهم له في أمور الدنيا والدين .
52 . يحب الأسماء الحسنى والفأل الحسن
53 . يتيمن في شأنه كله
54 . يكره الإبهام ، ويحب الصراحة والوضوح والصدق
55 . كانت كل معجزاته رحمة وإكراما للأمة
56 . أن إسمه في الأرض محمد وفي السماء أحمد
57 . أن من صفاته كل الصفات الحميدة والأسماء المحمودة
ومجمل القول فيه أنه :
كان قرآنا يمشي على الأرض ، وكان خلقه كل القرآن .
صلوات الله التامات عليه وسلامه .