بإسم الله الرحمان الرحيم
وعلى سيدنا محمد وآله كل الصلاة وكل السلام وكل التسليم
واللهم زدنا محبة لك وله .. وفيك وفيه .
لقد كثر الكلام ومنذ قرون عن الدين ، لكن قل التدين الحق ..
وكثرت اليوم المواعظ والدروس والمحاضرات والكتب والمعارف والعلوم الإسلامية ، لكن قل العاملون بها ..
بل وصار يفتي ويعظ في الدين اليوم من هب ودب ، وإختلط الحابل بالنابل ، والمعروف بالمنكر ..
وللحد الذي صار فيه الحكماء محتارون أمام وابل المعلومات والمعارف .. وكثرة الأحزاب والفرق .. وتكاثر المذاهب والطرائق...
فكثرت ثرثرات العلماء والفقهاء والمفكرين والأساتذة ، حتى صار الدرس الذي تكفيه دقائق يطول لساعات ..
والبحث الذي يكفيه كتيب لا تسعه إلا مجلدات ...
وليغرق المسلمون منذ عقود وكل الباحثين عن الحقيقة في المعلومات ، ويصير التعلم والعلم والتعليم هدفا وغاية ولو دون ثمار ، وليس وسيلة كبرى للوعي الكبير .. ولكل العمل الصالح ، والمصلح ...
وليصير التشدق بالدين مفخرة للجاهل والمفكر ، وللأمي والعالم على السواء ..
وليصدمنا بالتالي جميعا قوله تعالى :
يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون ؟الصف2
والذي يطال الكثيرين منا..
كما يصدق على العديد من أحزابنا وجماعاتنا التي لم تعد سوى فرقا إسلاموية أو تسلفية متنكرة لأسسها ، وفصامية متناقضة غريبة ..
ولحد التناحر فيما بينها .
والعلة الكبرى كما نرى لهذا ، والسبب الأكبر في كل هذا والله أعلم :
يبقى الغرق في العلم والتعلم ، وفي التعليم والمعلومات بعيدا عن التفكير في العمل ..
وبعيدا عن برمجة التنزيل والتفعيل ..
وليبقى الحل الأوحد لإيقاف كل هاته الثرثرات فقه العمل ، ففقه العمل ، ثم فقه العمل :
فكل علم ليس وراءه عمل يعد باطلا عند الفطاحلة .
ونعني بفقه العمل :
تلخيص كل علومنا بكل إيجاز لبرامج عملية ، ولأولويات تجعلنا فعالين لا قوالين ، وتربط طلبتنا وأساتذتنا على السواء بمشاريع تطبيقية تخرج عقلنا الفقهي من حيراته ، ومن كل ثرثراته ..
وتقيه شرور كل المعلومات الزائدة ، كما تعالجه من سموم كل العلوم الزائفة :
والزاحفة علينا اليوم من كل التيارات والديانات والمدارس والمشارب ..
ومن كل السياسات العالمية ، وبعض السياسات الوطنية : الزاحفة بإسم الإبراهيمية الجديدة .. ..
فالعقل المسلم اليوم مستلب محتار ..
ولحد كل الجنون مستقبلا ..
وفقه العمل الحق وحده العلاج ، ولوحده الحل :
ولن نبدأ هذا الفقه العملي الأصيل من فراغ..
إذ هناك في ثراتنا الفقهي والفكري والحمد لله تعالى العديد من المناهج والعلوم العملية ..
والتي يكفي تلخيصها كمدخل لكل هذا الفقه ..
وعلى كل المستويات .. وفي كل الميادين .. وعلى كل الواجهات ..:
ومن السياسات العالمية والوطنية حتى العمل الفردي :
والذي وإن كان يبدأ بالشهادتين والصلاة ومحاسن الأخلاق كمدخل ...
فإنه لا ينتهي إلا بفقه الإحسان ...
وببشريات الولاية وكل الإيمان العملي كنهاية.
وبين هاته البدايات وهاته النهايات كل العلوم الإنسانية/الربانية ، وكل الأعمال النافعة/الصالحة ..
وليس فقط أحوال ومقامات السلوك القلبي والروحي كإختصاص لأولياء الله تعالى قدس الله أسرارهم ، ولفقهاء التصوف السني الحق ..
لا التصوف البدعي الذي لن يزداد إلا شركا وخرافية وشعوذة ، وتعانقا مع القبالة اليهودية ، وكل الديانات الإبليسية والدجالية الوضعية .
ولهذا يبقى فقه العمل السني الحق وليس التصوف فقط الحل الأسرع لكل ثرثراتنا وعللنا ..
ولكل أزماتنا..
والبداية : من تلخيص كل علومنا النافعة عمليا :
للعمل بها فرديا ، وللدعوة لها جماعيا ...
مع الإرتباط- من قبل ومن بعد ، وأولا وأخيرا - بحبيب الله الأكرم صلوات الله عليه ..
وليس قالبيا وظاهريا فقط كما يتعقد الكثيرون ..
بل قلبيا .. وبكل عمق :
فهو باب الله الإنساني الأعلى ، وبابنا النبوي الأعظم ..
والذي دونه كل الضياع ......
......................................
ومن التسنن الظاهر به كل البداية ..
وبالتسنن الظاهر والباطن به - وبكل حسنى - كل النهاية ..
لكن أنى لنا هاته المعالي ونحن غرقى في كل الموبقات ، وفي كل المهالك ؟
وفي كل الأزمات بل والكوارث ؟
وفرادى وجماعات ...
بل وشعوبا ..وكأمة ...
فأنى لنا هذا الرقي للعمل الإسلامي بالعمل الإسلامي ؟ أنى لنا هذا وكيف ؟ :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق