الجمعة، 7 يوليو 2023

مقدمة ثانية :

إننا وفي فقرة واحدة: نعيش فرادى وجماعات وشعوبا وكأمة شتى الأزمات والكوارث ، وتطوقنا المشاكل من كل جانب ، كغرقى في أعالي البحار ..

 والكارثة أننا لانستنجد إلا بسفن الأعداء .. 

وللحد الذي صار فيه التدين بيننا جمرا محرقا ، والإلتزام بالشريعة من أعسر المستحيلات ..

وليس جماعيا فقط ، بل  وفرديا  :

فالمخلصون منا يعيشون على أعصابهم كمرضى نفسيين .. 

والصادقون بيننا غرباء ، ولحد المذلة ...

 فمعظم المسلمين منهزمون أمام الشهوات وبشتى الأهواء: 

وفشت بيننا كل أمراض ومعاصي وذنوب الأمم السالفة حتى صار اليهود والنصارى قوادنا..

وأشباه توائم لنا حتى دينيا ...

وأمام هاته الكوارث والأزمات والغربة الدينية لا قدر الله : 

سنخسر آخرتنا ودنيانا معا ...

لكن ورغم كل هذا لا يأس ..

وسيظل الرجاء وافرا ، في قلوب كل المومنين العاملين ، الذين ومهما عصوا إستغفروا ،  ومهما زلوا تابوا وإستنفروا... 

وسيبقى الرجاء ما دامت هناك قلوب حقا مومنة ، ومهما كان العمل..

وما دامت هناك أرواح حقا محبة لمحمد صلوات الله عليه ، ولرب محمد سبحانه وتعالى ..

فكيف نخيب والله ربنا ؟ 

ومحمد بابه الأعلى والأكرم ؟ وبابنا الأعظم؟ ...

عليه من الله كل الصلاة وكل السلام .

وسنته ومهما بدت عسيرة ، فهي يسيرة عند أحباب الله وأحبابه بحق .. 

وكل من إيمانهم عن حب صاف..

وعن تقوى ، وبإخلاص ...

ولا التقوى ولا الإخلاص يعنيان العصمة :

فكل بني آدم خطاؤون وخير الخطائين التوابون.

ولهذا كنا الأمة المذنبة المرحومة ، ولهذا كنا أمة الشفاعة ..

 وكان سيدنا محمد عليه كل الصلاة وكل السلام أول الشفعاء.. 

وفينا أولا .

ولهذا فإن إتباعه صلوات الله عليه لا يعني تحمل كل سنته ظاهرا وباطنا كما يظن البعض ، بل يعني إتباعه جهد الطاقة فقط  :

فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها .البقرة286

واتقوا الله ما استطعتم .التغابن 16

والتقوى ومهما أخلصها لا ولن تصير لنا عصمة..

 بل تعني فقط تجديد التوبة ..

وعلى الدوام .. 

ولو بلغت ذنوبنا عنان السماء..:

لأننا ونحن غرقى في ذنوب العصر هاته ،  والمتهاطلة علينا من كل حدب وصوب ، هناك معاصي لا ولن ينجو منها حتى أكثرنا إلتزاما ...

فالخطايا تحيط بنا  : 

كذب زنى تبرج فواحش رشاوي ربا سرقات ....نفاق ... خمور .. مخدرات ...

وتتكاثر معاصينا ...

وكل الأمل شفاعة الحبيب صلوات الله عليه فينا..

لكن أنى لنا حتى هاته الشفاعة ونحن نحن ؟

فبنا لا أمل ..

لكن بالله ثم بالإقتداء بمحمد صلوات الله عليه ما إستطعنا كل الرجاء .

وللإقتداء به لك كل القرآن الكريم وكل الحديث الشريف أخي المومن ما إستطعت  :

فلقد كان صلاة الله عليه قرآنا يمشي على الأرض 

وكان خلقه القرآن .

والإيمان بكل القرآن فرض ..

 لكن العمل به كله من المستحيلات ...

لييسر لنا صلوات الله عليه بدايات وأواسط ونهايات كل هذا العمل القرآني ذاتيا ، وبحديثه الشريف :

فكانت كتب العمل بالسيرة ، وكل كتب السنة : وعلى رأسها كل كتب الأئمة رحمهم الله..

وبابها للعلماء صحيح البخاري رحمه الله..

أما بابها للعامة فنوصي بكتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمه الله .

فهو أول كتاب عملي مبسط للسنة ، وسيفتح لك أخي المومن كل آفاق الهدى إن درسته بنية العمل .. 

ولهذا فإنه سيكفيك مع تدبر القرآن الكريم كبداية إن كنت حقا ذا همة علية ...

  وخصوصا إن كنت من ذوي القلوب النابضة :

١ . بحب الله تعالى : فأكثرت من ذكره سبحانه وتعالى بالقرآن الكريم وبأسمائه الحسنى ثم بالباقيات الصالحات : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..فالإستغفار والحسبلة .. فأذكار الصباح والمساء ثم كل ما سيتيسر لك من أذكار وأدعية ...

٢ . وبحب رسوله صلوات الله عليه وإجتهدت للتسنن به باطنا وظاهرا ما إستطعت..

ولن يتيسر لك هذا ولن يسهل عليك إلا بإكثارك من الصلاة عليه محبة :

فهي باب المحبة ، بل وهي بابها الأسهل كما أنه صلوات الله عليه باب الله الأعظم .

فلنطرق إذن باب الله تعالى  :

 من باب رسوله صلوات الله عليه محبة ، والمتمثل في :

كثرة الصلاة والسلام عليه ،  عليه من الله كل الصلاة وكل السلام وكل التسليم .

إذ هو ولوحده صلوات الله عليه الباب الأعظم ، ودونه لا ولوج...

وبابه الأيسر والأسهل في :

 كثرة الصلاة عليه محبة وإجتهادا :

عليه من الله كل الصلاة وكل السلام وكل التسليم ...

فهي بريد الإيمان ، وهي عنوان المحبة .

وهي الواقية الأولى من كل شر ...

وهي الكافيةالكبرى من كل هم ..:

وفرج الله القريب والسريع والعظيم والأعظم.

ولهذا كانت هاته الرسالة  :

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بإسم الله تعالى الرحمان الرحيم :

  إن الله وملائكته  يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما : الأحزاب 56 ================== اللهم كل الصلاة وكل السلام و...